[size=18]
العمر ثلاث لحظات
أول لحظة
...لحظة نجر فيها تجرجرا للحياة ...دون إرادة منا...
ولأنها أول لحظة في حياتنا فلا مزيد من الخيارات....ومع إنها أول ذكرياتنا المؤلمة...!
إلا إننا لا نتذكر لحظة ولدنا فيها و بكينا بعفوية...و أعلنا عن رفضنا وغضبنا و حنقنا بأعلى صراخ...أليس صراخ المولود أكبر اعتراض
ورغم ذلك إلا أننا لا نتذكر تلك اللحظة عفوية الغضب
أما اللحظة الثانية....
فهي لحظة صاخبة الملامح و مزدحمة الأحداث...
فهي بوتقة صهرت فيها كل عواطفنا ومشاعرنا الملتهبة و الباردة...أختيارتنا الصائبة و الخاطئة....
ومع إنها ليست إلا لحظة (قد تكون لحظة طويلة نوعا ما إلا أنها لحظة) لكنها
تحمل طيشنا و عقلنا ...غضبنا و حلمنا....جنونا و تسرعنا و لأنها لحظة
عريضة بقدر طول العمر....فالطول في العرض يساوى مساحة و فراغ شغلناه
ولكني مصممة إنها ليست إلا لحظة مع أنها مريرة أو قد تكون جميلة مع البعض
و لكنى أشك في هذا ولكنها لحظة حتما ستمر مرورا سريع الخطى...
و لا يعيب تلك اللحظة سوى أنها حملت بكل ملامحها في أعمقنا و نحتت في كياننا
وأكبر مميزاتها أنها ستمر أردنا أو أبينا
واللحظة الثالثة
رغم الغموض الذي يحيط
بها و ظروف حدوثها ...إلا أنها تشترك في معظم ملامح اللحظة الأولى....ليس
لنا اختيارات أخرى و لا مزيد من المعلومات فكل من عاصر تلك اللحظة قطعت
أخباره و لم يعد ليخبرنا
و اكبر عيوبها هو نفسه أكثر تميزا لها و هو أننا نحتفظ بكل أحدثها و لا
نخبر به أحد من العالمين....فالفضول يأخذني أخذا لتخيل لو ميت عاد ليخبرنا
عن لحظة موته فماذا سيكون المحتوى.............؟
و قد أتخيل المحتوى قريبا .....!
فالموت نهاية رحلة و بداية لرحلة جديدة...؟!!!
*منقول*