,
هنا وفي هذا المكان كانت اللحظة وحيدة تترقب أسقفاً مشِّطت بوحل الحياة
لم تكن سوى عدد واحد هذا الفجر فعدد اثنان رحل ليعود بالغد
الفجر!
وقَفَت هنا واستوقفتها هذه الكلمة
نطقت قائلة الفجر يعني العصافير والعصافير تعني نغمات جميلة طربت لسماعها سابقا
نظرت للشباك لترى طفلة صغيرة وجهها امتلىء بنور النقاء ووجنتيها خُضِّبَت بلون الحمرة الساحره
وعيناها تتغزل بأمل رصع بين جنبات بؤبئها البرّاق
أما أنفها فهو حكاية العصر لماذا ؟
لأن طوله كطول أنوف الأميرات
ولسن أي أميرات لا !
أميرات الخيال الباهضات جمالاً العاليات مقاماً
تلك الطفلة حلمت دوما أن تغرس زماما بداخله ليزيدها بوحا طبيعيا ولكنها ترددت لإشمئزازها من شوكته الصغيره
لم تكن خائفة في هذا الزمان لعبت لعبة الذئب والأم وهي مبتسمة سعيدة تقهقه بم تبقى من حروف
متداعية حبها للذئب واستيائها من الأم لخوفها عليها وبكائها لأجلها
لم تكن صاحبة قلب قاسي ولكن القمر علّمها الصمود
نادت اللحظة
آه من هذا السموم أشتاق لنبض الماء أشتاق لمداعبته شعري البرغندي
ربما يعود ليصبح بني غزالي كما أحببته دوما ولكنني سئمت سارة القديمة فلأكن جديدة مثلي مثل طفلتي الصغيرة
وفجأه عادت صورة الطفله أمام عينيها الواسعتان
هي طفلة تشدو بالبراءه كما تتطفل لفتح شباكي متظاهرة بالبلاهة الملائكيه
يا أنتي قالتها اللحظة بعجرفة نساء الحي الثمين
اخضر وجهها الصغير كالحديقة الزاهية واستدارت نحوي تغزل خجلاً بمشبكها الحديدي
قائلة نعم بصوت رقيق كرقة عصافيري
حينها أبحرفكري بعيدا ونبض صدري حنانا لأضمها باكية
أعرفك أنتي سارة تلك الطفلة الصغيرة الحالمة وجدتك هنا في نفسي مازلت تعانقين خصري النحيل
وتتغنجين بشموع يومي
رمقتني بنظرات ملؤها البسمة وباطنها الرحمه وأقبلت الي أكثر لتطبع قبلة على وجنتاي المرسومتان بفرشاة رسام فقير
فلم يملئهما سكاكراً انما شنق روحهما بأكياس الملح الثقيلة
حينها قبلتها كما الورد عندما يقبله الندى بشراهة العاشق